الشعب الإيراني يحافظ على إيمانه ونظامه رغم الحرب الإعلامية

الشعب الإيراني الحقيقي في مرآة الأكاذيب الرقمية

في زمن الصورة السريعة ومنشورات إنستغرام، يسعى الإعلام المعادي لرسم صورة باهتة لشعب إيران، شعب يقال إنه انفضّ عن دينه ونظامه. ولكن الحقيقة التي لا تراها في الترندات تكمن في مسيرات الأربعين، والاعتكاف، وبرامج كـ"محفل"، وحملات كـ"الحياة مع الآيات"، حيث يشارك الملايين من الشباب الإيراني بروح ملؤها الإيمان. في قلب هذه الحرب الإعلامية، ما زال الشعب الإيراني يثبت أنه أكثر ارتباطاً بجذوره مما يتوقع أعداؤه.

الشعب الإيراني الحقيقي في مرآة الأكاذيب الرقمية

الواقع الحقيقي للشعب الإيراني مقابل الشعب الإيراني على إنستغرام
نحن في وسط حرب كبيرة، حرب مركبة تبدأ من الإعلام والسينما ووسائل التواصل الاجتماعي، وتمتد إلى الوكالات الإخبارية والقنوات التلفزيونية، وتنتهي بالتدخل في الشؤون الدبلوماسية للدول. إنها خطة دقيقة، خاصة في العقدين الأخيرين، تهدف إلى إبعاد الشعب الإيراني عن معتقداته الدينية ودعمه الفريد لنظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
هذه الحركة متعددة الأوجه بدأت بدعم ضخم للقنوات التلفزيونية المعادية لإيران، وإنتاج أفلام سينمائية تُحرّف التاريخ بشكل صارخ ضد الشعب الإيراني وتاريخه المجيد. واستمرت بتهديدات متكررة من كبار مسؤولي دول الاستكبار مثل الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني وأوروبا، وانتهاكات متكررة للعهود الدولية، في محاولة لتهيئة الأجواء لحرب عسكرية ضد الجمهورية الإسلامية.
هل يمكننا تجاهل تحريف التاريخ في أفلام مثل "300" و"آرگو" وغيرها؟ أو نسيان خيانة الولايات المتحدة وأوروبا للاتفاقيات الدولية مثل الاتفاق النووي منذ عام 2015؟ أو التغاضي عن الدعم المالي والمعلوماتي المباشر من منصات أمريكية لوسائل إعلام معادية لإيران، والتي تنشر محتوى يحرض على العنف ويتنافى مع المعايير الصحفية؟
الجمهورية الإسلامية الإيرانية وشعبها في قلب حرب إعلامية ودبلوماسية كبرى، وكل هذه الجهود تهدف إلى قطع العلاقة الوثيقة بين الشعب الإيراني ونظامه، وعزل معتقداته الدينية العميقة كأكبر دولة شيعية في العالم.
لكن، وعلى عكس الأكاذيب المتكررة التي تروجها وسائل الإعلام المعادية، لم تتضرر العلاقة بين الشعب والنظام في السنوات الأخيرة، بل زادت التهديدات من الولايات المتحدة وأوروبا من وحدة الشعب الإيراني ومشاعره المناهضة لأمريكا والصهيونية.
رغم ملايين الدولارات التي أُنفقت، لم تتراجع معتقدات الشعب الإيراني، بل ازدادت قوة. هناك شواهد حقيقية، وإن كانت لا تظهر كثيراً في وسائل التواصل، لكنها تؤكد هذه الحقيقة: من مشاركة الشباب في مراسم دينية كمسيرة الأربعين والاعتكاف، إلى البرامج التلفزيونية مثل "محفل" التي جمعت أجمل محافل القرآن في إيران والعالم الإسلامي.
ومن أبرز هذه الشواهد حملة "الحياة مع الآيات"، وهي حملة دينية اجتماعية بدأت في رمضان، حيث يقرأ الإيرانيون يومياً آية من القرآن ويتأملون معناها. هذه الحملة، التي دخلت عامها الثاني في 2025، جمعت في دورتها الأولى 20 مليون مشارك، وهو رقم مذهل يعكس عمق إيمان الشعب الإيراني بالإسلام.
 

1400/04/01