إيران تستضيف أكبر احتفال بميلاد النبيّ الأكرم في العالم

يُقام احتفال «أمّة أحمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم)» كأحد أبرز البرامج الثقافية في إيران، سنوياً بالتزامن مع ذكرى ميلاد النبيّ محمد المصطفى (صلّى الله عليه وآله وسلّم) خلال أسبوع الوحدة. ويُعتبر أسبوع الوحدة، وهو الفترة ما بين 12 و17 ربيع الأوّل من كل عام هجري قمري، مبادرة للإمام الخميني (رحمة الله عليه)، مؤسّس الثورة الإسلامية الإيرانية، ليكون رمزاً للتآخي بين المسلمين من الشيعة والسنّة في العالم الإسلامي.

انطلق هذا الاحتفال لأول مرة في محافظة كردستان بمدينة سنندج، وبعد ثلاث سنوات من انعقاده المتواصل، توسّع هذا العام ليُقام بالتزامن مع الذكرى الـ1500 لميلاد النبيّ الأكرم (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في مدن أخرى داخل إيران. وقد ارتفع نطاق هذه الفعالية بشكل غير مسبوق، إذ شهدت البلاد 9206 احتفالات في 307 مدن، إضافة إلى 11 احتفالاً مركزياً باسم «أمّة أحمد» في محافظات مثل كردستان، طهران، فارس، قم، أصفهان، گلستان، هرمزگان، وسيستان وبلوشستان.

شملت الفعاليات عروض الأناشيد والمدائح النبويّة، كلمات لعلماء ومثقفين، إقامة مواكب شعبية، أجنحة ثقافية وفنية، عروض مسرحية في الشوارع، عزف على الدف، أنشطة ترفيهية للأطفال واليافعين، ومشاركة فنّانين محليّين ووطنيّين. في سنندج، كإحدى الساحات المركزية، شارك عشرات الآلاف من الأهالي، فيما شهدت المناسبة حضور وفود من 17 محافظة إيرانية وسبع دول إسلامية.

أبرز ما تميّز به الاحتفال هذا العام هو الجمع بين المسلمين الشيعة والسنّة في أجواء أخوية لإحياء ميلاد الرسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله وسلّم). كما تداول مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي مقارنة بين حظر الاحتفال بميلاد النبي في سوريا من قبل حكومة الجولاني وبين الاحتفالات المهيبة في إيران، معتبرين ذلك مثالاً صارخاً على الفرق بين تعاطي دولة تكفيرية ودولة إسلامية مع شخصية النبيّ الأكرم. وبذلك كانت إيران في عام 1446 هـ / 2025 م المضيف والمنظّم لأكبر احتفالات ميلاد النبيّ في العالم الإسلامي.